كلمة العدد
كلمة العدد
العدد 150 | كانون اﻷول (ديسمبر)-2019

بقلم محمود الياس
محاضر ومدير مشاريع برمجية

شغل الذكاء الصنعي بال الباحثين في مجال التكنولوجيا مدة طويلة جدًّا. فقد ظهر هذا المجال رسميًّا في مؤتمر دارتماوث عام 1956 مع التأكيد إنّه يمكن محاكاة أي مظهر من مظاهر التعلّم أو أية سمة من سمات الذكاء بدقّة بالغة، وجرى الإعلان حينها عن مصطلح "الذكاء الصنعي".

وعلى الرغم من أن أجهزة الحاسوب كانت أسرع من البشر في العمليات الحسابية والمعالجة لعقود من الزمن، إلا أنها لم تتمكن من إنجاز المهام التي يعتبرها البشر أمرًا بسيطًا، مثل: فهم اللغة الطبيعية، وتعرُّف الكائنات الفريدة في صورة ما. لكن ظهور تقنية الحوسبة الإدراكيّة بدّد شك الباحثين في إمكان الوصول إلى محاكاة العقل البشري، فهي تهدف إلى محاكاة عملية التفكير البشري مع الأخذ بالحسبان مجموعة من المعامِلات الكثيرة الأخرى ليكون القرار الذي يصل إليه الحاسوب دقيقًا وشاملًا قدر الإمكان، وهي تسعى بذلك لمساعدة الإنسان في اتخاذ القرارات الصحيحة.

يتناول ملف عددنا هذا موضوع الحوسبة الإدراكيّة؛ فبدأ بمقال تعريفي يشرح الحوسبة الإدراكيّة ويبيّن مزاياها ومجالات استعمالها. وتحدث مقال آخر عن مستقبل المعرفة بوجود الحوسبة الإدراكيّة. وفي مقال ثالث تفصيل الكلام على أحد استعمالات هذه الحوسبة في المجال الصحّي. وكي لا يبقى أي لبس بين مفهوم الحوسبة الإدراكيّة والذكاء الصنعي أفردنا لها مقالًا خاصًّا تناول هذين الموضوعين والفرق بينهما.

يتضمن هذا العدد كذلك ثلاثة مقالات أخرى: يتحدث أولها عن الحوسبة العالية الأداء ومجالات استعمالها وكيفيّة تطبيقها بتجهيزات حاسوبيّة يمكن توفيرها دون تكلفة طائلة. وفي مقال ثانٍ تناولنا موضوع الاقتصاد الرقمي وتأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيه، والمساهمة الفعّالة لهذه التكنولوجيا في النمو والتطور ورفع الإنتاجية وكفاءة العمل. أمّا المقال الثالث فيستعرض باقة واسعة من بيئات التطوير الحديثة لتطبيقات الأجهزة الذكية التي أنتجتها عدّة شركات استعملت فيها مجموعة من لغات البرمجة الشائعة. يُضاف إلى ذلك طائفة من آخر الأخبار التقنية.

تتمنى لكم أسرة التحرير كل الفائدة والمعلومات الجديدة في هذا العدد من مجلة المعلوماتية.