ملف العدد
تأثير شبكات الجيل الخامس على صحة الإنسان
العدد 153 | حزيران (يونيو)-2020

بقلم خولة مراد

في عام 2011 صنَّفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) الترددات الراديوية الناجمة عن الحقول الكهرطيسية EMF على أنها قد تكون مسرطنة للبشر، وقد مُنحت هذه الإشعاعات خمس سنوات لمراجعة تأثيراتها ابتداءً من سنة 2020 وحتى عام 2024.

 

يعتقد قسم من المجتمع العلمي - ولاسيما الأطباء والباحثون في العلوم الطبية - بأن هناك تأثيرات سلبية تنتج عند التعرض للمجال الكهرطيسي وأن هذه التأثيرات ستزداد مع تشغيل نظام 5G.

وفي عام 2015 قدِّمت مناشدة إلى الأمم المتحدة بشأن 5G، وفي عام 2017 أعيد تقديم هذه المناشدة إلى الاتحاد الأوربي، مع فارق وحيد هو العدد المتزايد من العلماء الموقعين عليها (268 عالمًا وطبيبًا اعتبارًا من 18 كانون الأول 2019).

يذكر العلماء الموقعون أنه مع الاستعمال الواسع والمتزايد للتقانة اللاسلكية، وخاصة عند تطبيق 5G، لا يمكن لأحد أن يتجنب التعرض المستمر للإشعاع الكهرطيسي EMF، وذلك بسبب العدد الهائل من أجهزة الإرسال الخاصة بتقنية 5G، حيث يقدر عدد الاتصالات الآني بلحظة واحدة بـ 10 إلى 20 مليار اتصال (السيارات الذاتية القيادة، الحافلات، كاميرات المراقبة، الأجهزة المنزلية، وما إلى ذلك).

إضافة إلى ذلك، تشير المناشدة المذكورة آنفًا إلى أن عددًا كبيرًا من المنشورات العلمية توضح تأثيرات التعرض للمجالات الكهرطيسية مثل: ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان، والأضرار الجينية، وضعف التعلم والذاكرة، والاضطرابات العصبية، وما إلى ذلك.

وتشير تلك المناشدة كذلك إلى أن الأضرار لا تقتصر على البشر، بل تشمل البيئة بوجه عام. وتوصي بتعليق تطبيق تقنية 5G للاتصالات إلى أن يتم التحقق الكامل من المخاطر المحتملة على صحة الإنسان والبيئة. كما تحث الاتحادَ الأوربي على تطبيق القرار 1815 الصادر عن المفوضية الأوربية، الذي يطالب بإجراء تقييم جديد يقوم به فريق عمل مستقل.

 

في هذا الصدد، يرى بعض العلماء أنه من الضروري وضع حدود جديدة للمقدار المقبول لتعرض الإنسان للأشعة الكهرطيسية بحيث يؤخذ في الحسبان الحالات الجديدة المكتشفة نتيجة التعرض لهذه الأشعة، وأن هذه الحدود يجب تستند إلى التأثيرات البيولوجية لإشعاع المجال الكهرطيسي، وليس إلى معدل امتصاص الطاقة النوعي.

عمومًا، يُنظر إلى الإشعاع غير المؤين الناجم عن الهواتف المحمولة وعن تقنية الجيل الخامس 5G على أنه غير ضار بسبب عدم فاعليته. ومع ذلك، يشير بعض العلماء إلى أنه في حالة 5G على وجه التحديد، ليست المشكلة بالفاعلية، بل بالذبذبات التي تنتج من الترددات التي سيخضع لها البشر بسبب شبكة الهوائيات الكثيفة ومليارات الاتصالات المتوقعة في كل لحظة.

آثار تقنية الجيل الخامس

تَستعمل 5G نبضات ذات مستوى عالٍ جدًّا، لأن استعمال ترددات أعلى تتيح لهذه المستويات العالية من النبضات حمل كميات كبيرة جدًّا من المعلومات في الثانية. وتشير الدراسات إلى أن الحقول الكهرطيسية النبضية تكون في معظم الحالات ذات فعالية بيولوجية عالية، ومن ثَم تكون أكثر خطرًا من الحقول الكهرطيسية غير النبضية.

تتصل الأجهزة اللاسلكية فيما بينها - جزئيًّا على الأقل - بواسطة النبضات، وكلما كان الجهاز أشدَّ ذكاء زادت النبضات. وهكذا، وعلى الرغم من أن 5G يمكن أن يكون ضعيفًا من حيث الطاقة، إلا أن إشعاع النبض غير الطبيعي المستمر يمكن أن يكون له تأثير، وذلك إلى جانب طريقة ومدة التعرض لهذا الإشعاع. ويبدو أن خصائص أشعة 5G - كخاصة النبض مثلًا- تزيد من التأثيرات البيولوجية والصحية عند التعرض لها، ومن ذلك تلف الحمض النووي، الذي يعتبر أحد مسببات السرطان. كذلك يرتبط تلف الحمض النووي بالضعف الجنسي والأمراض العصبية.

 

تثبت المراجعة [2] التي تمت عام 2018 للمقالات المتعلقة بالتأثيرات البيولوجية والصحية للترددات الكهرطيسية الراديوية – ومن ضمنها 5G - تأثير الموجات المليمترية، وتخلص إلى إثبات أن الخصائص البيولوجية للترددات الكهرطيسية تتراكم تدريجيًّا على الرغم من أنها لا تزال أولية أو جدلية في بعض الحالات، وتشير إلى وجود تفاعلات متعددة المستويات بين المجالات الكهرطيسية العالية التردد والأنظمة البيولوجية، وإلى إمكان تأثيرات سرطانية وغير سرطانية (وخاصة النواحي الإنجابية والاستقلابية والعصبية والميكروبيولوجية). وتخلص تلك المراجعة كذلك إلى أن الكثافة المتزايدة للأجهزة اللاسلكية والهوائيات تثير مخاوف جدية.

ومع ذلك، فثمة مؤشرات تدل على أن الموجات المليمترية يمكن أن ترفع درجة حرارة الجلد، وأن تحفز عمليات انقسام واستقلاب والتهاب الخلايا. ووفقًا للمراجعة المذكورة آنفًا، من الضروري إجراء المزيد من الدراسات المستقلة للحصول على نتائج أفضل وأدق بما يخص الآثار الصحية للترددات الكهرطيسية عمومًا والموجات المليمترية خصوصًا.

يوجد بحث آخر [3] لتحديد آثار تقنيات 5G على البشر والبيئة وفقًا لمراجعة أخرى لدراساتٍ منشورة عام 2018 والتي تأخذ في الحسبان حزمة الترددات المنخفضة. يشير هذا البحث إلى أن ترددات 5G العالية المتوقعة - إضافة إلى الترددات المنخفضة - سوف تسبب آثارًا سلبية على الصحة العامة البدنية والعقلية تحديدًا، وبدرجة ملموسة في حالة الموجات المليمترية.

يحلِّل هذا البحث نتائج دراسة الآثار التي ظهرت على الجلد والعينين والجهاز المناعي ومقاومة المضادات الحيوية البكتيرية، ويشير إلى أن الترددات الكهرطيسية سوف تسبِّب مشكلة صعبة الحل (قد تصنَّف على أنها وباء). ويختم البحث بالدعوة إلى الحذر في نشر هذه التقانة الجديدة.

وينبه المؤلف على أنه في الوقت الذي يؤكد فيه الفيزيائيون والمهندسون بأن المقياس الوحيد للإضرار بالصحة هو الحرارة، فإن علماء الطب يشيرون إلى أن ثمة آليات أخرى يمكنها تعطيل وظائف الخلايا الحية عند التعرض غير الحراري للترددات الراديوية.

ودلَّت مراجعة أجريت للمقالات العلمية عام 2016 (شملت البيانات التجريبية لتأثيرات الأكسدة لإشعاع الترددات الراديوية المنخفضة الكثافة في الخلايا الحية) على أنه من بين 100 دراسة تمت مراجعتها (18 دراسة مخبرية، 73 دراسة على الحيوانات، 3 دراسات على النباتات، 6 دراسات على البشر)، "تتعامل مع تأثيرات الأكسدة لإشعاع الترددات الراديوية المنخفضة الكثافة عمومًا، و 93 دراسة أكدت أن إشعاع الترددات الراديوية يسبب تأثيرات مؤكسدة في الأنظمة البيولوجية". وأنه من أصل 58 دراسة أجريت على فئران المخابر، أظهرت 54 دراسة منها نتائج إيجابية، و4 من 6 دراسات أجريت على البشر كانت إيجابية.

إضافة إلى ذلك، كانت 17 دراسة من أصل 18 من الدراسات المخبرية إيجابية، منها تجربتان على حيوانات منوية بشرية وتجربتان على خلايا دم بشرية. ووفقًا للمؤلفين، فإن تحليل البيانات الحديثة الناجمة عن الآثار البيولوجية للأشعة الراديوية المنخفضة الكثافة (RFR) يؤدي إلى استنتاج راسخ بأن هذه الأشعة هي عامل ضغط فيزيائي لأكسدة الخلايا الحية.

وأظهرت دراسة أجريت على الحيوانات عام 2018، أن الإشعاع الكهرطيسي المنبعث من الشبكات اللاسلكية (Wi-Fi) يمكن أن يؤدي إلى زيادة سكر الدم والأكسدة وضعف إفراز الأنسولين عند فأر المختبر. والواقع أن إحدى طرق الإصابة بمرض السكري (التي قد تؤدي إلى قصور كلوي على المدى الطويل) للجرذان المخبرية هي بتعريضها لتردد 2.4 جيجا هرتز ولو لمدة وجيزة (علمًا أن النطاق المتوسّط من 5G يَستعمل الأمواج الميكرويّة ذات التردّد بين 2.5 و 3.7 جيجا هرتز، وأنّ النطاق العالي من 5G يَستعمل ترددات بين 25 و 39 جيجا هرتز).

 

في عام 2019 صدر تقرير عن المجلس العلمي لهيئة السلامة الإشعاعية السويدية في المجالات الكهرطيسية يحوي دراستين كبيرتين أجريتا على الحيوانات: دراسة برنامج علم السموم الوطني الأمريكي (NTP)، ودراسة Falcioni الإيطالية التي تحلل العلاقة بين التعرض للموجات الراديوية وورم schwannoma الذي يصيب القلب عند ذكور الجرذان.

ويخلص التقرير إلى وجود تناقض في النتائج بين الدراستين، وأنه لا توجد علاقة سببية جديدة بين التعرض للإشعاعات الكهرطيسية والمخاطر الصحية. ويوصي هذا التقرير بأهمية إجراء المزيد من البحوث، خاصة فيما يتعلق بالتأثيرات البعيدة المدى، خاصة وأن جميع الناس سيتعرضون لهذه الإشعاعات. ويشير التقرير إلى أن العلاقة المحتملة بين التعرض للموجات اللاسلكية والأكسدة يجب أن تحظى بمزيد من البحث، إضافة إلى الارتباط بين الحقول المغناطيسية الضعيفة ذات التردد المنخفض وسرطان الدم لدى الأطفال، كما لوحظ في الدراسات الوبائية.

وقد رد المجتمع العلمي على هذا التقرير، عن طريق الدراسة الأخيرة لبرنامج السموم الوطني NTP1 حول بيانات إشعاعات الترددات اللاسلكية للهاتف الخلوي لتقييم مخاطرها على الصحة البشرية على الرغم من الانتقادات التي لا أساس لها والتي تهدف إلى تقليل نتائج الآثار الصحية الضارة.

 يذكر المؤلف أن دراسة برنامج السموم الوطني NTP صُمِّمت لتحقيق هدفين: الأول اختبار الفرضية التي تقول بأن إشعاع الهاتف المحمول لا يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية ضارة عند التعرض لشدة إشعاع غير حراري، والثاني إنشاء بيانات ترمي إلى تقييم المخاطر الصحية الناجمة عن أي آثار سامة أو مسببة للسرطان، إذ إنه لم يُعرف سوى القليل عن التعرض البعيد المدى لآثار إشعاع الهاتف المحمول على الصحة. وفيما يتعلق بنتائج دراسة برنامج السموم الوطني NTP، يدافع المؤلف عن استعمال الدراسات التي تجري على الحيوانات لأنها تلغي الحاجة إلى الانتظار إلى حين توفر بيانات كافية عن سرطان البشر. ووفقًا للمؤلف، كانت شدة التعرض في أدمغة الفئران في دراسة برنامج السموم الوطني NTP مماثلة للتعرض المحتمل للهاتف المحمول عند البشر.

وفي المقابل، تشير مراجعة لـ 94 مقالًا عام 2019، بتمويل منDeutsche Telekom ، إلى أن "الدراسات المتاحة لا توفر معلومات مؤكدة وكافية لتقييمٍ جدي للأمان والسلامة، أو لقضية التأثيرات غير الحرارية. وأن هناك حاجة للبحث حول نشوء حرارة على الأسطح الصغيرة، مثل الجلد أو العين. وأنه لا توجد علاقة ثابتة بين كثافة الطاقة أو مدة التعرض لها أو ترددها وبين تأثيرات التعرض لها".

 

ووفقًا لمراجعة أخرى لدراسات أجريت عام 2019، لا توجد زيادة ملحوظة في التعرض اليومي للمجالات الكهرطيسية منذ عام 2012، وذلك على الرغم من الاستعمال المتزايد لأجهزة الاتصال اللاسلكية.

رأي أصحاب المصلحة

إذا أخذنا قيمة الاستثمار الضخم في الحسبان، فإن صناعة الاتصالات المحمولة تحتاج إلى إقناع الحكومات بالفوائد الاقتصادية والاجتماعية لتقنية الجيل الخامس 5G، وإلى تنفيذ حملات تسويقية واسعة النطاق. وذلك لأن "من صالح صنّاع الاتصالات المحمولة أن يعتقد السياسيون بوجود سباق بين الدول لتكون أول من يطلق خدمات الجيل الخامس 5G".

وتؤكد صناعة الاتصالات في الاتحاد الأوربي أن الأدلة المتعلقة بالضرر الناجم عن التعرض للمجالات الكهرطيسية غير حاسمة بدرجة قطعية.

تدعم الشراكةُ بين القطاعين العام والخاص في بنية 5G التحتية (5G PPP) - وهي مبادرة مشتركة بين المفوضية الأوربية وصناعة المعلومات والاتصالات الأوربية ICT (مصنعو تقانة المعلومات والاتصالات، ومشغلو الاتصالات، ومزودو الخدمات، والشركات الصغيرة والمتوسطة، ومؤسسات البحث) - البحثَ والابتكار لتطوير شبكات الجيل الخامس التي تخضع للمعايير والأنظمة الدولية. وتطور هذه الشراكة أنظمةً مصممة للعمل ضمن الحدود الصحية الآمنة للإشعاعات الكهرطيسية. ومع ذلك، فهذه الشراكة لا تشير إلى التأثيرات البيولوجية لإشعاعات الجيل الخامس 5G.

ووفقًا للتحالف الدولي للمجالات الكهرطيسية IEMFA، فثمة حاجة تدعو إلى قياس التعرض المحتمل الحقيقي لأشعة الجيل الخامس 5G وتحديث حدود الأمان لهذا التعرض، وإلى مزيد من البحث العلمي في هذا المجال. ويؤكد التحالف السابق أنه يجب إدراج العلماء - ذوي الخبرة الطويلة في البحث عن التأثيرات الصحية للمجالات الكهرطيسية - في اللجنة العلمية للمخاطر الصحية الطارئة والمحددة حديثًا SCENIHR وفقًا لمتطلبات شكوى التحالف الدولي للمجالات الكهرطيسية IEMFA لعام 2015.

الطريق أمام 5G

ثمة حاجة ملحة في أوربا لإنعاش الاقتصاد، ولتصدُّر عالم التقنيات الرقمية، وللنمو الاقتصادي الطويل الأمد. ومع ذلك، فمن الضروري النظر في أي آثار سلبية جانبية محتملة لشبكات الجيل الخامس 5G.

ومع الأخذ في الحسبان الجوانب الاقتصادية لشبكات الجيل الخامس 5G، تبرز العديد من التحديات المستقبلية على طريق تحقيق "مجتمع الجيجابت"، ومنها مخاوف الصناعة إذا نفِّذت خطط إطلاق 5G تجاريًّا عام 2020، مع مراعاة تعقيدها التقني وضرورة استثمارها.

هناك قضايا أخرى يجب النظر إليها عند معالجة الحاجة إلى تقنية الجيل الخامس 5G، كالأمن والصحة وقضايا السلامة والبيئة. وتتطلب هذه القضايا وعيَ وموافقةَ عموم الناس نظرًا للتأثيرات الصحية السلبية المحتملة نتيجة تعرض المواطنين المستمر - والذي لا مفر منه - لأشعة 5G.

يبدو أن الإشعاع اللاسلكي المستمر له تأثيرات بيولوجية كما توضح الكتابات الأكاديمية الحديثة، وبوجه خاص عند أخذ خصائص 5G الخاصة في الحسبان: مزيج من الموجات المليمترية، والتردد العالي، وعدد أجهزة الإرسال، وكمّ الاتصالات الآني.

تشير دراسات مختلفة إلى أن تقنية الجيل الخامس 5G ستؤثر على صحة البشر والنباتات والحيوانات والحشرات والميكروبات. ولما كانت هذه التقانة غير مختبَرة حتى الآن، فإن المقاربة الحذرة لها ستكون أمرًا حكيمًا. يعترف إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات هلسنكي والمعاهدات الدولية الأخرى بأن الموافقة المسبقة قبل تنفيذ واستثمار اختراعات قد تؤثر على صحة الإنسان هي حق أساسي من حقوق الإنسان، ويصبح هذا الأمر أكثر إثارة للجدل عند استهداف الأطفال والشباب.

يوجد خلاف مؤكد بين العلماء حول الآثار السلبية المحتملة عند التعرض للأشعة الكهرطيسية وتقنية الجيل الخامس 5G. نادرًا ما يمتلك الخبراء خلفيات متكاملة في الفيزياء أو الهندسة من جهة والطب من جهة أخرى، لذلك يمكن تحقيق الخبرة العلمية الأكثر اكتمالًا بجمع فرق البحث من ذوي الخبرة في جميع الاختصاصات ذات الصلة.

اقترح بعض الخبراء تقنية الألياف الضوئية بديلًا آمنًا لـ 5G، لأن الإشارة تبقى محصورة داخل الليف الضوئي، ولأن فعالية الألياف الضوئية أكبر بكثير من فعالية 5G. وحقيقة الأمر أنه لا توجد مقارنة عند الاتصال باستعمال الألياف البصرية والاتصال باستعمال الإشارة اللاسلكية. إضافة إلى إمكان زيادة سرعة الألياف الضوئية زيادةً كبيرةً في المستقبل، في حين أنه من الضروري تغيير النظام بأكمله للتقنيات اللاسلكية.

وفقًا لدراسة "تفعيل 5G: حالة أوربا والولايات المتحدة وآسيا" المعدة للبرلمان الأوربي، يعد البحث التقني البعيد المدى أمرًا ضروريًّا. "إحدى المشاكل الرئيسية هي ظاهرة الانتشار غير العادي، وخاصة قياس (والتحكم في) مقدار التعرض لترددات المجالات الكهرطيسية ذات الخرج المتعدد والدخل المتعدد (MIMO) عند ترددات الموجات المليمترية لجهاز الهاتف ومحطة القاعدة. تمثل التقانة تحديًا للمستوى الحالي من الخبراء لكل من الموردين والمؤسسات المعيارية الذين عليهم أن يدمجوا المواصفات في المعايير المستقبلية لتقنية الجيل الخامس 5G". وتشير الدراسة إلى أن المشكلة الرئيسية تبدو أنه ليس من الممكن حاليًّا محاكاة أو قياس إشعاعات 5G في العالم الحقيقي بدقة.

المراجع

[1] 5G Deployment: State of Play in Europe, USA and Asia, Policy Department for Economic, Scientific and Quality of Life Policies, Directorate-General for Internal Policies, European Parliament, June 2019.

[2] Di Ciaula A., Towards 5G communication systems: Are there health implications?, International Journal of Hygiene and Environmental Health, Volume 221, Issue 3, pp. 367-375, April 2018.

Negreiro M., Towards a European gigabit society Connectivity targets and 5G, EPRS, European Parliament, June 2017.

[3] Russel C., 5 G wireless telecommunications expansion: Public health and environmental implications, Environmental Research, Volume 165, pp. 484-495, 2018.

[4] Simko M. and Mattsson M.-O., 5G Wireless Communication and Health Effects – A Pragmatic Review Based on Available Studies Regarding 6 to 100 GHz, International Journal of Environmental Research and Public Health, 16(18), September 2019.

[5] Scholz N., Mobile phones and health: Where do we stand?, EPRS, European Parliament, March 2019.

[6] https://www.europarl.europa.eu/RegData/etudes/BRIE/2020/646172/EPRS_BRI(2020)646172_EN.pdf

 


[1] NTP اختصار للبرنامج الوطني للسموم National Toxicology Program تديره وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة الأميركية.

 

قد ترغب كذلك بقراءة
إحصاءات وحقائق عن شبكات الجيل الخامس
شبكات الاتصال الخلوي...المفاهيم والمبادئ
تحدي الخصوصية في شبكات الجيل الخامس
نظام الاتصالات النقالة من الجيل الخامس